أمس السبت 22/11/ 2025م دورة تدريبية بعنوان «توظيف التقنيات في تعلم وتعليم القرآن الكريم» قدمها المدرب أ. زهير مبارك بن عباده.

تميزت الدورة بمحتواها العملي الشامل الذي جمع بين المعرفة التقنية والتطبيقات القرآنية، وجاءت في إطار رؤية واضحة تهدف إلى تحويل التقنية من أداة استهلاك إلى وسيلة بناء وإنتاج.

وتناول المدرب مفهوم الذكاء بأنواعه المتعددة، لاسيما الذكاء الرقمي الذي أصبح جزءًا أساسيًا في حياة الأفراد. وأوضح أن المعلمة الناجحة لا تكتفي باستخدام التقنية، بل تقودها بوعي، وتستفيد من إمكاناتها، وتبتكر طرقًا جديدة تضيف بها قيمة لعملها، في حين أن الاستخدام غير الواعي يجعل المتعلم أسيرًا للتقنية بدلًا من أن يكون هو المتحكم فيها.

وانتقلت الدورة لتسلّط الضوء على المهارات الرقمية التي ينبغي لكل حافظة ومعلمة إتقانها، ومنها إدارة وقت الشاشة، وحماية البصمة والخصوصية، والتعامل السليم مع التنمر الإلكتروني، إضافة إلى تنمية التفكير الناقد الذي يزوّد المتعلمة بالبصيرة والقدرة على التمييز بين المحتوى الهادف والمحتوى المضلل، والوعي بالقرارات التقنية اليومية.

وتناول المدرب بعد ذلك جانبًا تطبيقيًا حيويًا، حيث استعرض مجموعة من التطبيقات القرآنية التي تسهم في دعم عملية الحفظ والمراجعة وتعليم الأطفال، وشرح طريقة استخدام كل تطبيق بما يحقق الفائدة القصوى. 

كان من أبرز ما طُرح تطبيق الحفظ الميسر وهو أداة عملية تسهّل المراجعة المنظمة، وتطبيق وردِي المخصص لتتبّع الورد اليومي وتحفيز الاستمرارية، وتطبيق جامع التلاوات الذي يجمع عددًا كبيرًا من القرّاء والتسجيلات الموثوقة، وتطبيق ترتيل الذي يتيح تحليل التلاوة وضبط الأخطاء، بالإضافة إلى تطبيق الشامل للأطفال الذي يقدّم محتوى مبسّطًا يجذب الطفل إلى القرآن بأساليب تعليمية حديثة. وقد قدّم المدرب نماذج عملية توضّح كيفية إدماج هذه التطبيقات في حلقات التحفيظ والدروس اليومية.

كما تناولت الدورة محورًا مهمًا حول توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في خدمة التعليم القرآني، مبيّنًا الأسباب التي تدفع للاستفادة منها، ومن أبرزها قدرتها على تبسيط المهام، وتوفير الوقت، ودعم المعلمة في صناعة المحتوى التعليمي، وتسهيل التواصل، ومراعاة الفروق الفردية بين الطالبات. وشرح المدرب كيف يمكن لهذه الأدوات أن تصبح معينًا تربويًا فعّالًا عند استخدامها بوعي وتنظيم.

واختُتم اللقاء بفقرة تدريبية حول مهارة كتابة الأوامر بدقة واحترافية عند التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن جودة النتائج تعتمد على جودة صياغة الأوامر (Prompts)، وأن الصياغة الجيدة للأمر تضمن نتائج أفضل وأكثر اتساقًا مع الهدف المطلوب.

وفي ختام هذه الفعالية المباركة، يتقدّم الملتقى التنموي لحافظات القرآن الكريم بخالص الشكر والتقدير لفضيلة المدرب أ.زهير مبارك بن عباده تقديرًا لجهوده المتميزة وعطائه الثرّي وما قدّمه من معلومات نافعة وأدوات حديثة تُعين الحافظات والمعلمات على أداء رسالتهن بأسلوب معاصر يخدم كتاب الله تعالى.

#الجمعية_الخيرية_لتعليم_القرآن_الكريم_اليمن_وادي_حضرموت