عن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو بن العاصِ رضي اللَّه عَنهما عنِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « يُقَالُ لِصاحبِ الْقُرَآنِ : اقْرأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإنَّ منْزِلَتَكَ عِنْد آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا » رواه أبو داود ، والترْمذي وقال : حديث حسن صحيح .
نشرة أهل القرآن
10 همسات إلى مشرِفِي ومعلمي حلقاتِ تحفيظ القرآن

لأنهم أهلُ القرآن .. الذينَ هم أهلُ اللهِ وخاصتُه ..
ولأنهم الموصوفون بالخيرية ِ على لِسانِ أزكى البشريَّة ..
ولأنهم أولى من يُعظِّمُ القرآنَ تعظيماً ، ويُجلُّه ، ويُمجِّده ، ويُوقِّره قولاً وفِعلاً ، ويسعى إلى غرسِه في قلوبِ الناسِ غرساً ..
ولأنهم نذروا أنفسهم ، وجنَّدوا طاقاتِهم وأموالهم ، وبذلوا أرواحَهم وأوقاتهم لِتعليمِ كتابِ الله تعالى وتثبيتهِ في قلوبِ الشبابِ وواقعهم ..
***
لأجلِ هذا كلِّه وأكثرَ مما عجزَ القلمُ أن يكتُبَه ، نبعثُ هذهِ الهمساتِ السريعة إلى القائمينَ على حلقاتِ تحفيظِ القرآنِ – المُباركة – إشرافاً وتدريساً ودعماً وبذلاً ..
همساتٌ تقولُ بقولِ الله : (إنَّ هذا القرآنَ يهدي للتي هيَ أقومُ ويُبشِّرُ المؤمنينَ الذينَ يعملونَ الصالحاتِ أنَّ لهم أجراً كبيراً) .  
همساتٌ تنادي : إنَّ العصرَ الحاضرَ عصرُ فِتن ، ولا ملاذَ ولا مفرَّ منها إلا بالاعتصامِ بكتابِ الله ، والالتجاءِ إلى شرعهِ ومنهاجه ، واللَّوْذِ ببابِهِ وجَنابه ..
همساتٌ تُعلِن : إن تعليمَ الناسِ الخيرَ من أعظمِ القرُباتِ إلى اللهِ .. فإن معلِّم الناس الخير يستغفرُ لهُ كلُّ شيءٍ حتى النملة في جُحرِها ، وحتى الحوتُ في البحر ، كما ثبت بذلك الحديث الشريف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها ، وحتى الحوت ؛ ليصلون على معلم الناس الخير) .
* الهمسةُ الأولى :
أيُّها المُباركُ يا من أعانهُ اللهُ واختارَهُ لِينالَ شرفَ تعليمِ كتابه .. لن نسوقَ لكَ الفضائلَ والجوائزَ المترتِّبةِ على ما تقومُ به ، فأنتَ أعلمُ بها ، وإن كانتِ الذكرى تنفعُ عبادَ اللهِ المؤمنين ، واعلم أن للإخلاصِ والتوفيقِ مراتب ؛ فاحرِص على أعلاها وأسماها .
* الهمسةُ الثانية :
إنَّ التربيةَ بالسلوكِ والحال ؛ أبلغُ من التربيةِ بالوعظِ والمقال ، والمُعلِّمُ قدوةٌ لطُلاَّبه شاءَ ذلكَ أم أبى ، فلا تغِب هذهِ المسألةُ عن بالِك ، واحرِص على أن تكونَ قدوةَ صالحةً طيبة ، ومجالاتُ القدوةِ كثيرةٌ ، وبابُها واسِع ، لكن باختصار : اِحرِص على أن لا يرى منكَ طُلاَّبُك ما يشينُ أو يعيب .
* الهمسةُ الثالثة :
إنّ إحساس المشرف أو القائم على حلقاتِ التحفيظ بالمسئوليَّة التربوية والشرعيةِ التي يقومُ بها ؛ يجعلهُ ذلكَ أن يحرِصَ على بذلِ الكثير المُفيد في سبيلِ تربية طلاَّبه وتوجيههم وتحصينهم من مُضلاَّتِ فِتنِ العصر ما ظهرَ منها وما بطَن ..
* الهمسةُ الرابعة :
إنَّ تعليمَ القرآنِ ليسَ مقتصراً على سردِهِ وتلاوتهِ فقط ، دونَ السعي إلى تدبُّره وتأمُّل معانيه والعملِ بأحكامه ، فقد اِمتلأت بلادُ المسلمينَ - بحمدِ الله - بكثيرٍ من حافظي القرآن وقارئيه ، ولكن .. أينَ العاملونَ بما فيه ؟ الممتثلونَ لأوامرهِ ونواهيه ؟ فدورُكَ يا مُشرِفَ التحفيظ أن تُخرِجَ للأمةِ شباباً جمعوا بينَ الحِفظِ والتطبيق ، والدراسةِ والامتثالِ ، والعلمِ والعمل .
* الهمسةُ الخامسة :
إن علاقةَ مدرِّس التحفيظ بوليِّ أمرِ الطالبِ أمرٌ مهمٌ جداً .. لأن ذلكَ يُؤدِي إلى جدِّية الطالبِ في الانتظامِ والاهتمام .. وهذا من شأنهِ أيضاً أن يُشعِرَ وليَّ الأمرِ بحجمِ الجهودِ المبذولةِ لِتوجيهِ ابنهِ وإصلاحه ، وكذا يُشعرهُ بأهميّةِ ابنهِ ، ويُعطي الطالبَ إحساساً بأنهُ مُتابعٌ من بيتهِ وأسرته ..
* الهمسةُ السادسة :
إنَّ انجذابَ التلاميذِ لكَ هو من أسبابِ النجاح في مشوارِكَ معهم ، فبِهِ تستطيعُ التأثيرَ عليهم ، والنُّصحِ السديد لهم ، ولا يكونُ ذلك إلا بالتودُّدِ والتحبُّبِ والتبسُّطِ معهم ، واكتسابِ ما يحسُنُ اِكتسابهُ من مهاراتٍ متميزة ، أو طرقٍ متنوِّعةٍ ناجحة في التربيةِ والتوجيه ..
* الهمسةُ السابعة :
إنَّ مراعاة الفروق الفردية بينَ التلاميذ أمرٌ ضروري ، ومطلبٌ ملِحّ ، ولْيكن لكَ إلمامٌ بكلٍّ شخصٍ منهم وما يحتاجُهُ من متابعةٍ واهتمام ، مع توجيهه ومساعدتهِ ، وشحذِ همَّته .
* الهمسةُ الثامنة :
ينبغي لك أن تضعَ خطةً مكتوبة ، واضحةَ الأهداف ، بحيثُ تكونُ بمثابةِ المنهجِ لك ، وليكن لك نظرٌ فيها بينَ فترةٍ وأخرى ، مع تعديلٍ يسيرٍ عليها لِما تجدهُ من ملاحظاتٍ وأخطاءٍ تُصادفُكَ أثناءَ إشرافِك ، مع مُحاسبةِ نفسِكَ في نهايةِ الفصلِ أو نهايةِ العام بما حصلَ من خللٍ أو تقصير.
* الهمسةُ التاسِعة :
ينبغي أن لا يُغلَّب جانبُ الترفيهِ واللَّعِب على جانبِ التربيةِ الجادة الصحيحة ، ويكون التركيز أكثر على الهدفِ الأسمى الذي أقيمت الحلقةُ من أجله ، وهوَ حفظُ القرآن ، والتربية الإيمانية .
* الهمسةُ العاشِرة :
الاِستمرارَ الاستمرار .. وعدمِ اليأسِ أوِ الفتور ، فإنَّ هذا الطريق ليسَ بالصعبِ العسير ، ولا بالسهلِ اليسير ، هوَ طرفٌ بينَ هذا وذاك ، يحتاجُ إلى بذلٍ وتضحية ، وصبرٍ ومصابرة ، معَ الاعتمادِ على اللهِ والاِلتجاءِ إليه ..
كافة الحقوق محفوظة لــ الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم 2010
تصميم و برمجة الحلول التكنولوجية
الرئيسية  ـ  الجمعية  ـ  الأخبار  ـ  إصدارت  ـ  تبرع للجمعية  ـ  إتصل بنا