بقلم الأستاذ / محمد يسلم بشير

نريد من مدير حلقات التحفيظ النموذجية ألا تقتصر وظيفته على إنجاز بعض الأعمال الكتابية أو الإدارية، فيحضر إلى المركز أو المدرسة لدقائق يتابع غياب المدرسين والتلاميذ، ويقوم بالتوقيع على المطلوب فيه التوقيع عليه، فإذا بدأت الدراسة وانتظمت الحلقات غادر المبنى ولم يعد يعنيه شيء مما يدور !؟
نريد مديراً يستشعر المسئولية عن تحسين عملية تعليم وتعلم طلاب وتلاميذ مركزه أو مدرسته .. نريده أن يتربى على حسن قيادة أفراده والارتقاء بهم .. نريده أن يكسب ويكتسب كل يوم مهارة وقدرة قيادية تنفعه غداً عندما يوكل إليه عملاً أو ثغراً من ثغور الإسلام، فيحسن المحافظة عليه وتحقيق خططه ..
إن مهمة المدير لم تعد وظيفة مكتبية بحتة، بل أصبحت مسئولية قيادية يمارسها المكلف تؤدي إلى قيادة فريق من المعلمين والتلاميذ والطلاب؛ من خلال التوجيه والإشراف وإبداء المقترحات من أجل الارتقاء بمستوى مدرسته .. هذه هي روح التعبد التي يمارسها المدير الناجح .
إنه المسئول الأول عن المدرسة؛ إدارياً، وفنياً، وتربوياً، بالإضافة إلى مسئوليته عن تنفيذ الأنشطة التربوية المصاحبة للمنهاج داخلياً وخارجياً .. فضع بصمتك على عمل تخلفه بعدك .
وبقدر انشغال همّ المدير بمدرسته وانكبابه على عمله واستشعاره لروح التعبد من خلاله وحماسه وتجاوبه يكون نجاحه .
إنه القائد لجميع الجهود ولجميع القوى لبلوغ الهدف المنشود، كما أنه القائد للجميع، الساعي بكل جهده الذهني والعضلي لتوفير وتهيئة جميع الفرص وتوفير جميع التسهيلات اللازمة للعملية التربوية في مركزه أو مدرسته .
إنه المسئول الأول عن تحسين المستوى ورعاية الهيئة التعليمية والمشرف المباشر على الأنشطة والأعمال اليومية والمتابع لتنفيذ الخطط وفعاليتها ..
ونظرة في مذكرات الأستاذ / علي أحمد باكثير التي خلفها – وهي محفوظة في ثانوية النهضة الأهلية بسيئون – تريك كيف كان الأستاذ يتابع يوميات عمله بالمدرسة .. فلأنها أمانة فلا تضيعها .