عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: ((مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ)) متفقٌ عَلَيْهِ. مَعْنَى ((أَذِنَ الله)): أي اسْتَمَعَ، وَهُوَ إشَارَةٌ إِلَى الرِّضَا والقَبولِ.
نشرة حصاد أهل القرآن - فبراير 2018
ما حق القرآن علينا ؟

* الاعتقاد فيه بعقيدة أهل السنة والجماعة :
فهو كلام الله عز وجل، مُنزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، تكلم الله به قولاً، وأنزله على رسوله وحياً، ولا نقول إنه حكاية الله عز وجل أو عبارة، بل هو عين كلام الله، حروفه ومعانيه، نزل به من عند الله الروح الأمين، على محمد خاتم المرسلين، وكل منهما مبلغ عن رب العالمين.

* إنزاله منزلته :
وتعظيم شأنه ، واحترامه وتبجيله وكمال محبته.. فهو كلام ربنا ومحبته محبة لقائله .. قال ابن عباس رضي الله عنه : (من كان يحب أن يعلم أنه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن، فإن أحب القرآن فهو يحب الله، فإنما القرآن كلام الله).

* تعلم علومه وتعليمه والدعوة إليه :
قال صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري .. فهو أفضل القربات، وأكمل الطاعات.. قال خبّاب رضي الله عنه : (تقرب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه).

* أن لا يقول المسلم فيه بلا علم برأيه :
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما سُئل عن آية من كتاب الله لا يعلم معناها، قال : (أي أرض تقلني؟، وأي سماء تظلني؟ إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم).

* الإخلاص عند قراءته وتعلمه وتعليمه :
فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة : (ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن ، فأُتي به فعرّفه نعمه فعرفها. فقال : فما عملت فيها؟ قال : تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال : هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار) الحديث ، [رواه مسلم].

* المحافظة على تلاوته وترتيله :
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ) [فاطر:29].
نعم.. كيف تبور تجارتهم وربحهم وافر.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) [رواه الترمذي].
فاحرص - حفظك الله - أن يكون لك ورد يومي لا تتخلف عنه أبداً يفضي بك إلى ختم كتاب الله تعالى بصورة دورية.
ولتكن قراءتك للقرآن بتدبر وخشوع، تقف حيث يحسن الوقوف، وتصل حيث يحسن الوصل، إن مررت بآية وعد سألت الله من فضله، وإن مررت بآية وعيد تعوذت، وإن مررت بآية تسبيح سبحت، وإن مررت بسجدة سجدت..
قال صلى الله عليه وسلم : (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرم البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) [رواه مسلم].

* تحسين الصوت بالقرآن والتغني به :
لقوله صلى الله عليه وسلم : (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به) ومعنى (أذن) : أي استمع .
وليكن لليلك نصيب وافر من قراءتك وقيامك، فهو وقت الأخيار، وغنيمة الأبرار، قال صلى الله عليه وسلم : (لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار) ،  وقال الله تعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً) .

* فهم معانيه وتدبرها، ومعرفة تفسيره والاتعاظ به :
فالقرآن ما نزل إلا للتدبر والتفكر، والفهم والعمل ، قال تعالى : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) .

* الحرص على حفظه وتعاهده :
فهو غنيمة أصحاب الهمم العالية، والعزائم الصادقة.. لهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشارة السلامة من النار، حيث قال صلى الله عليه وسلم : (لو جُمع القرآن في إهاب ما أحرقه الله بالنار) .

* إقامة حدوده والعمل به، والتخلق بأخلاقه، وتحكيمه :
فالعمل به أساس النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وهجره طريق الذلة والهلاك في الدنيا والآخرة..
فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في منامه رجلاً مضطجعاً على قفاه، ورجل قائم على رأسه بفهر أو صخرة، فيشدخ به رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر، فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه فضربه.. فسأله عنه.. فقيل له : إنه رجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار، يفعل به إلى يوم القيامة) .

أخي الكريم.. أختي الكريمة..
قال تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) ، قال ابن كثير رحمه الله: (فتَرْكُ تصديقه من هجرانه، وترك تدبره وفهمه من هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدول عنه إلى غيره من شعر أو غناء أو لهو من هجرانه). وهجر القرآن طريق إلى أن يكون القرآن حجة على العبد يوم القيامة..

وأخـــــيراً..
إننا ما زلنا في زمن الإمكان، والقدرة على التوبة والاستغفار.. فلنجدد مع كتاب الله تعالى العلاقة، قبل أن نبحث عنه فلا نجد له خبراً، ونستعين به فلا نجد له أثراً.. قال صلى الله عليه وسلم : (ولِيسْريَ على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية)... الحديث .
كافة الحقوق محفوظة لــ الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم 2010
تصميم و برمجة الحلول التكنولوجية
الرئيسية  ـ  الجمعية  ـ  الأخبار  ـ  إصدارت  ـ  تبرع للجمعية  ـ  إتصل بنا