عَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : «يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا » رواه مسلم .
نشرة حصاد أهل القرآن - يناير2018
رياض الجنة
الأستاذ / نزار سالم باحميد - المسئول الإعلامي بالجمعية
حينما شبه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حلق الذكر بأنها رياض الجنة، أراد أن يلفت الانتباه إلى أن الجنة موجودة هنا في الدنيا قبل الانتقال إليها في الدار الآخرة - جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة -، ولكن من يدرك أن حلق الذكر هي حقاً رياض الجنة .
إن الحياة مع الذكر والقرآن ينقل صاحبه إلى حياة من نوع آخر .. حياة كلها طمأنينة وسكينة وهدوء، حياة بعيدة عن نزغات الشياطين ونزعات الحياة .. تعيش فيها ساعات من الصفاء والسمو .. ترتع بين آيات القرآن الكريم وأحاديث المصطفى الموحية..
إنك في هذه الدنيا عابر سبيل .. وأن الحياة الباقية هي الأخرى (والآخرة خير وأبقى)، وما هي إلا ساعة احتضار لا تدري متى هي، ويتم نقلك وانتقالك إلى روضة حقيقية من رياض الجنة.
وحتى نرتقي بأنفسنا وعقولنا وتفكيرنا إلى هذا المستوى يجب أن نعوّد أنفسنا ونصبرها في بادئ الأمر على حضور مثل هذه المجالس التي تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة .. حتى تصبح لنا ديدناً وجزءً من برنامج حياتنا اليومي كالذهاب إلى العمل، والجلوس مع الأصدقاء والأهل، والنوم، وما إلى ذلك .
زر يوماً ابنك في حلقة القرآن المسجدية التي ينضم إليها، بذلك ستعيش بعض هذا الجو حينما تسمع القرآن يتلى غضاً طرياً، حينما ترى البهجة على وجوه الأبناء، وحينما تشعر أن ابنك محفوظ عن مجالس العبث وأماكن الضياع، حينما تعرف أن ابنك في أيدٍ أمينة يتعلم النافع في الدنيا والمفيد في الآخرة.. حينها ستتذكر أيام طفولتك وكيف ضاعت دون فائدة .. حينها تتمنى أن يعود إليك ذلك العمر الذي انقضى وولى، وتتذكر حينها بل ويقفز إلى سطح ذاكرتك بيت الشاعر الشهير: «ألا ليت الشباب يعود يوماً» .
ولكن عزاؤك اليوم في ابنك الصغير الذي ترى فيه أيام طفولتك، فتحرص على عدم غيابه، بل وحثه، وزيارته المستمرة، وتوفير محتاجاته ومتطلبات الدرس . يثير ذلك في نفسك الرغبة لهذه الراحة وهذا الخير .. من هنا تحاول أنت أيضاً أن تسخر باقي أيام عمرك لحضور مثل هذه المجالس، وتعيش في رياض الجنة الدنيا علك تحظى برياض الجنة العليا . نسال الله الفردوس الأعلى في الجنة .
كافة الحقوق محفوظة لــ الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم 2010
تصميم و برمجة الحلول التكنولوجية
الرئيسية  ـ  الجمعية  ـ  الأخبار  ـ  إصدارت  ـ  تبرع للجمعية  ـ  إتصل بنا